السبت، 19 مارس 2016

عائلة زيزي .. فيلم ينتقد حال السينما المصرية







شعور لطيف وأنت تجلس أمام شاشة التليفزيون لتشاهد فيلم كوميدي من أفلام الأبيض والأسود ودون الحاجة لقراءة الأسماء في بداية الفيلم أنت تعرف أنه فيلم يحمل توقيع المخرج "فطين عبد الوهاب"، الذي قدم للسينما أفلام مثل (إشاعة حب)، (حلاق السيدات)، (مراتي مدير عام)، (الآنسة حنفي) وغيرها العديد من الأعمال الكوميدية ..     

يقدم "فطين عبد الوهاب" فيلم (عائلة زيزي) عام 1963 عن قصة وسيناريو "لوسيان لامبير" الخواجة الذي أعد مجموعة من أهم السيناريوهات للسينما المصرية، وحوار "السيد بدير" ..

الفيلم يقدم إعادة طرح لتيمة شهيرة في السينما والمسرح العالمي وهو منزل يضم عائلة من غريبي الأطوار ينتج عن تصرفاتهم العديد من المواقف الكوميدية طوال الأحداث ...

"سبعاوي/ فؤاد المهندس" المهندس الذي يحلم بإختراع ماكينة لتحويل القطن إلي قماش، "سامي / أحمد رمزي" الفتي الهوائي الذي يقع  في حب "ليلي" بنت الجيران المغرمة بممارسة اليوجا وتلعب دورها الفاتنة "ليلي شعير"، "سناء/ سعاد حسني" الفتاة (الفشارة) التي تحلم بالتمثيل في السينما !!

  

"أقتبسهولك ؟!! " .. مشهد عن الإستسهال والإقتباس في السينما المصرية

يجلس المخرج "يوسف حسين / محمد سلطان" في أحد كازينوهات القاهرة برفقة كاتب السيناريو لفيلمه الجديد ..

يحكي له  كاتب السيناريو عن قصة سينمائية تم هرسها في 300 فيلم عربي وهندي من قبل، تلك الداية التي تبدل طفلتين ببعضهما يوم ولادتهما وتكبر الفتاتين لتتعرف الأم بعد عمر طويل علي ابنتها من العلامة في كتفها !!



- يا أخي الموضوع ده أتعمل 100 مرة شوفلي موضوع جديد .. موضوع واحد جديد !! 

- في فيلم شوفته إمبارح في سينما بالاس موضوع ما اتعملش قبل كده، الموضوع ده ممكن أقتبسهولك ؟!!



"في واحد محترم يعمل كده ؟!! " .. مشهد عن التعارف بين البطل والبطلة في السينما المصرية

يشعر "يوسف" باليأس من السيناريست ويطلب منه أن يكتب له مشهد عن شاب يريد التعرف بفتاة تجلس معه في نفس المكان في محاولة منه للتعرف بـ"سناء" التي تجلس مع صديقاتها علي طاولة مقابلة .. 

- ممكن يتنقل للترابيزة اللي جنبها !!

في عالم مواز من عوالم السينما المصرية .. يظل البطل ينظر إلي البطلة في كادر يحتل كامل وجهه وهو يُعدل من رابطة عنقه، ثم يقفز كالملسوع ليجلس لأقرب طاولة إليها حتي تدعوه صديقة البطلة لينضم إليهما لتعرفه إليها .. "ده جلال" !! .. وتظل البطلة تنظر إليه بحياء "سميرة أحمد" طوال السهرة دون عناء تصنع الكبرياء أو محاولة التسكع في وجهه مستعيرة حواجب "لبني عبد العزيز" !! .. "جلال مين" ؟!!





- في واحد محترم يعمل كده ؟!!

- عندك حق ( وبعد طول تفكير) مممم .. ممكن يطلبها للرقص !!

- وإذا ماكنش فيه مزيكا ؟!! 

- ......... (صوت صرصار الحقل)


"يوسف" مخرج مصري يفهم واقع السينما المصرية التي يعمل بها، ومستعيرًا لعبتها السائدة في الإقتباس .. ينادي علي الجارسون ويطلب منه أن يخبر "سناء" أن تجيب الهاتف ليحدثها من الكابينة المجاورة لها ويعطيها ميعاد بمكتبه باستوديو الأهرام ليختبر مهاراتها في التمثيل لتكون بطلة فيلمه الجديد ..

- ما دام الحكاية إقتباس أنا شوفت مشهد في فيلم مصري هقتبسه !!



"حاجة فنتازية كده" .. مشهد عن الرقص في السينما المصرية !!

في أي فيلم مصري لازم يكون فيه مشهد يقدم إستعراض للرقص الشرقي حتي ولو لم تكن هناك حاجة درامية له .. 

- هو الفيلم بيحكي عن واحدة رقاصة ؟!!

- لا أبدًا ..

 - أمال الرقصة دي لزومها إيه ؟

- حاجة فنتازية كده !!

- يعني ممكن تشيلوها من الفيلم ؟

- ممكن أوي وكويس لو مكانتش موجوده .. بس المقصود تفضل كده !!

"يوسف" مخرج مصري يفهم واقع السينما المصرية التي يعمل بها عن غير إقتناع ..



"سكرتيرة مثلاً " .. مشهد عن المطوحة مثلاً !!

يجلس "يوسف" برفقة "سناء" في أحد الكازينوهات في إنتظار سيارة الإستوديو .. 

- طبعًا مش أول ما هنعملك test هتشتغلي علي طول .. عندك مانع تشتغلي أي شغلانه مؤقته "سكرتيرة مثلاً" ؟!

"أه أشتغلي سكرتيرة لحد ما أتجوزك وأفضل أمطوح في أحلامك عشان تمثلي في السينما اللي أنا بشتغل فيها من باب أكل العيش وأنا مش مقتنع بيها أساسًا !!"

- مش ممكن طبعًا السينما دي حاجة في دمي !!

وينتهي اللقاء بفشل "يوسف" في محاولة إثناء "سناء" عن إنه يُجر رجلها عشان يتجوزها ويقعدها في البيت. 


"تقوم وأنا أعملها اللي هي عايزاه" .. مشهد تنتصر فيه سناء لحلمها !!

أمام إصرار "سناء" علي العمل في السينما يجد يوسف نفسه مضطرًا ليعطيها دورًا في أحد الأفلام السينمائية إلا أن أخويها يقومان بتحطيم موقع التصوير علي رؤوس طاقم العمل لأنهما لا يريدان أن تعمل أختهما بالسينما خوفًا عليها ونزولاً علي رغبة الأم "عقيلة راتب" ..

تقترح الصغيرة "زيزي" علي أختها "سناء" تمثيل الإنتحار من أجل أن تضغط علي أهلها ليوافقوا علي عملها بالسينما في الوقت الذي يأتي فيه "يوسف" إلي المنزل لطلب يدها والذي يلاقي ترحيبًا من أهلها !! .. "إشمعنه بقي" !! 

يجلس يوسف إلي جوار "سناء" وهي متصنعه الموت ..

- زيزي: وفيها إيه أما تسيبوها تمثل في السينما ؟! 

- يوسف: يا ستي تقوم وأنا أعملها الأفلام اللي هي عايزاها !!

لتنتفض "سناء" من نومها أو موتها قائلة في فرح طفولي: "صحيح والنبي" ؟!



فتنتصر "سناء" بقوة شخصيتها رغم وجهها الطفولي وملامحها البريئة لحلمها أمام "يوسف"، وتمر بذهني في تلك اللحظة "لبني عبد العزيز" التي قدمت مجموعة من الأفلام للسينما عن المرأة في المجتمع المصري علي رأسها "أنا حرة" و"آه من حواء" مستمتعة بتمثيل دور الفتاة ذات الشخصية القوية القاهرة للرجال حتي في لحظات ضعفها و بكائها تحت شعار أفلام  زوجها المنتج "رمسيس نجيب" !! 


**********************



الخميس، 17 مارس 2016

نظرة على فيلم Atonement




على عكس الأفلام البريطانية الأخرى الغارقة في عوالم الكلاسيكية التي تدور أحداثها في القرن الماضي يأتي فيلم Atonement بقصة تبدو للوهلة الأولى بسيطة إلا أنها خارج الصندوق. 

الفيلم مأخوذ عن رواية تحمل نفس الاسم "لإيان ماكوين"، من بطولة "جيمس ماكفوي" و"كيرا نايتلي" في ثان تعاون لها مع المخرج "جو رايت"، حيث قدم هذا الثنائي مجموعة من الأفلام المقتبسة عن روايات كلاسيكية حققت نجاحًا كبيرًا وحصدت الكثير من الجوائز، وهي Pride and Prejudice عام 2005، و Atonement عام 2007، و"آنا كارنينا" عام 2012. 


********************

Atonement .. عن الحقيقية وكيف تراها



تدور أحداث الفيلم في أحد الأيام الصيفية عام 1935، حول عائلة الفتاة الصغيرة "برايني تاليس" التي تستعد لاستقبال أخيها "ليون" الذي يحضر إلى المنزل برفقة ملك الشيكولاتة "بول مارشال" لقضاء يوم مع العائلة في الريف الإنجليزي..


يستعد "روبي / جيمس ماكفوي" ابن مربية المنزل للانتقال للمدينة لدراسة الطب ويحاول التقرب من "سيسيليا / كيرا نايتلي" التي تواجهه بصد مشاعره رغم انجذابها هي الأخرى إليه .. يمضي "روبي" طوال النهار محاولاً كتابة خطاب اعتذار لسيسيليا عن تصرفاته الحمقاء تجاهها، يكتب "روبي" عدة مسودات للخطاب توضح إحداها ميله الجنسي لسيسيليا، يطلب "روبي" من "برايني" أن تعطي الخطاب لسيسيليا إلا أنه يكتشف أنه سلمها الرسالة الخاطئة وليس رسالة الاعتذار..


تقرأ "برايني" الخطاب وتعتقد أن "روبي" شخصية منحرفة ولديه هوس جنسي بشقيقتها، يصارح كل من "روبي" و"سيسيليا" بحبه للآخر، ولكن عندما يقع اعتداء على "لولا" قريبة العائلة في حديقة المنزل تتهم "برايني" روبي بأنه الفاعل، فيتم إلقاء القبض عليه ويُخير بين السجن والحرب فيختار الحرب التي ربما تمنحه شرفًا عند عودته منها فيستطيع الزواج من "سيسيليا" والعيش سويًا دون عار.


تسير أحداث الفيلم في خطين متوازيين، أحدهما الأمور والأحداث كما شاهدتها "برايني"، والخط الآخر هو الحقيقة كما هي؛ فيُعرض المشهد مرة من وجهة نظر "برايني" يتبعه المشهد مرة أخرى على حقيقته وليس كما ظنت هي، حيث يلعب كل من المونتاج و زوايا التصوير دورًا في خلق نفس المشهد إلا أنك تراه في كل مرة كمشهد جديد تكتشفه لأول مرة متحررًا من الطريقة التي رأته به "برايني".



عن الإضاءة والموسيقى التصويرية


تلعب الإضاءة والموسيقي التصويرية دورًا كبيرًا في أحداث الفيلم، حيث استخدم المخرج "جو رايت" ومدير التصوير "سيموس ماكجرافي" الإضاءة للتعبير عن النظرة الضيقة والسطحية التي كانت تحكم بها "برايني" على الأمور أو لحظات التنوير التي تكتشف فيها الحقيقة ..

كمشهد المصباح الكهربي، في غرفة المكتب المظلمة، الذي ظلت عينا "برايني الصغيرة" مثبتتا عليه قبل أن يسقط الضوء على "سيسيليا" و"روبي" فتكتشف وجودهما سويًا ..

أو مشهد سقوط ضوء الكشاف على قريبتها "لولا" ووجه من كان يحاول الاعتداء عليها دون أن تميز من هو، إلا أن عقلها صور لها أنه "روبي". 

كما استطاع الإيطالي "داريو ماريانيلي" صناعة موسيقي تصويرية من تكات الآلة الكاتبة لتكون مصاحبة لمشاهد الذروة في الفيلم ..

كمشهد قراءة "برايني" لخطاب "روبي"، أو مشهد التنوير في عقل "برايني" عندما تكتشف حقيقة من اعتدى على "لولا"، ولحظة مكاشفة "سيسيليا" و"روبي" بهذه الحقيقة ..

ويأتي مشهد القطار بعد مشهد المكاشفة، حيث تمتزج الإضاءة بالموسيقي التصويرية لتشكل حالة سينمائية واحدة، تسقط الإضاءة على وجه "برايني" بشكل متقطع وكأن الخط الفاصل بين الحقيقة ونقيضها كغفلة وإفاقة، وتأتي الموسيقي التصويرية لتكات الآلة الكاتبة في خلفية المشهد وكأن التكات في عقل "برايني" نفسها، التي جلست بوجه يملأه الجمود وعينين من زجاج !! 

  

السر في عينيها 

كان لنظرات "برايني" على مدار الأحداث دورًا في التعبير علي مراحل التطور النفسي التي عاشتها الشخصية وكيف سيطرت أحداث ذلك اليوم على حياتها .. 

فتأتي نظرات "برايني" ذات 13 عامًا والتي لعبت دورها "سيرشا رونان" لتعبر عن النظرة الضيقة التي كانت تحكم بها على الأمور، خالية من الندم وهي تتهم "روبي" أمام الشرطة باعتدائه على قريبتها .. 

على عكس نظرات "برايني" وهي في الـ18 عامًا وقد تحجرت الدموع في عينيها وأُرق جفناها من البحث عن المغفرة، وبوجه شاحب وكأن الحياة فارقته تلعب "رومولا جاراي" دور برايني التي ظل شبح تلك الليلة يطاردها، فتلتحق للعمل بالتمريض فترة الحرب وتظل تبحث في الوجوه وتستمع إلى الحكايات وكأن كل ضحايا الحرب هم "روبي"، تجلس إلى آلتها الكاتبة محاولة أن تكتب شيئًا فلا تستطيع سوى الكتابة عن أحداث تلك الليلة، فلا تظفر سوى بحكاية تبحث عن المغفرة بين سطورها .. 

تلعب "فينسا ريدجرايف" دور "برايني" وقد تجاوزت الـ70 من عمرها وهي في أحد اللقاءات التلفزيونية، فيأتي الحوار بين "برايني" ومقدم البرنامج وكأنه جلسة اعتراف، لتجلس بعدها بنظرات امرأة قد انهت لتوها اعترافها في انتظار المغفرة لتتطهر من خطاياها !! 

لم يكن السر في عيني "برايني" وحده هو الذي جاء ليعبر عن كيفية تأثر ذلك اليوم على حياتها، بل جاءت أيضًا الملابس متمثلة في ثوب "برايني الصغيرة" وكذلك قصة شعرها اللذين صاحباها على مدار مراحل حياتها الثلاث طوال أحداث الفيلم، وكأن الزمن قد توقف عند ذلك اليوم !!


مشاهد سينمائية 



مجموعة من المشاهد السينمائية التي لا يمكن أن تُمحي من ذاكرة المشاهد وخاصة الرومانسية منها، قدمها المخرج "جو رايت" من خلال فيلمه Atonment، والتي عبرت عن تَبدُل حال أبطال الفيلم والصدمة النفسية التي عاشوها بعد واقعة القبض على "روبي" واكتشاف "برايني" للحقيقية . فكان مشهد "روبي" وهو يتأمل الطائرة من نافذة السقف وهو في حوض الاستحمام التي كانت تمثل له حلم "سيسيليا" ودراسة الطب وبدء حياة جديدة، ومشهد انعكاس الطائرات على صفحة بركة طينية يدوسها بقدمه أثناء الحرب.

كذلك مشهد "برايني" في ساحة المستشفى لحظة استقبال الجرحى وهي تبحث في الوجوه عن وجه "روبي" وكأنها اكتشفت الجحيم الذي ألقت "روبي" فيه وأتى منه هؤلاء، وهناك أيضًا مشهد وداع "روبي" لـ "سيسيليا" وهو يعدو خلف الحافلة هو أحد (الكليشيهات) الرومانسية المحببة للنفس الراسخة في وجدان السينما العالمية. 

قدم المخرج "جو رايت" واحدًا من المشاهد العظيمة في تاريخ السينما والملهمة لدارسيها أيضًا، وهو مشهد الـ Long Take الذي استغرق 5 دقائق كاملة، حيث تتحرك الكاميرا مع "روبي" على الشاطئ الفرنسي، لترصد حالة الجنون التي أصابت جنود الجيش البريطاني وهم في انتظار سفن النجاة للعودة للديار مرة أخري، يعقبه مشهد انعكاس الحبيبين من أحد الأفلام السينمائية علي الحائط ووقوف "روبي" أمامها يبكي فراق حبيبته "سيسيليا". 





********************


الجمعة، 4 مارس 2016

أحلام السينما المصرية في لقطات #1






" مجموعة من اللقطات السينمائية الخالدة التي عبرت عن أحلام مخرجيها، تم التقاطتها بعدسات مصرية في العصر الذهبي للسينما " ...

************************



عودة الابن الضال ... 1976



"حلم الثورة وضياعها في لقطة سينمائية " ..

لوحة فنية سينمائية بعدسة مدير التصوير "عبد العزيز فهمي" .. اللقطة تُصور حالة الضياع التي يشعر بها "علي" أحد أبطال الفيلم ويلعب دوره الممثل "أحمد محرز" الذي ذهب إلى القاهرة للدراسة ولكنه وقع فريسة لمن استغل أحلامه في مشاريع وهمية أدت لدخوله السجن يخرج بعدها بعفوٍ رئاسي ..

 تبدأ اللقطة مع نهاية مشهد خروج "علي" من السجن وفي الخلفية يتردد صوته وهو يقرأ خطاب العفو الذي أرسله لـ "عبد الناصر" لكي ينظر في أمره، وتنتهي اللقطة بالموسيقي الجنائزية الشهيرة لوفاة عبد الناصر، لتسجل هذه اللقطة حلم ثورة يوليو وضياعها في لحظة سينمائية واحدة !! 

الفيلم للمخرج العالمي "يوسف شاهين" ومن تأليف الشاعر الكبير "صلاح جاهين". 



************************


القاهرة 30 ... 1966



"سيلويت على الزجاج" ..

يُفاجأ "محجوب عبد الدايم" بزيارة من والده في الوقت الذي ينتظر فيه "قاسم بك" ليلتقي بزوجته .. يصطحب والده إلى غرفة الجلوس حتى لا يفتضح أمره أمامه .. ويظهر في اللقطة سيلويت Silhouette اللقاء بين زوجته "إحسان/ سعاد حسني" و"قاسم بك / أحمد مظهر" من خلف الباب الزجاجي لغرفة الجلوس !! 

الفيلم لمخرج الواقعية "صلاح أبوسيف" عن رواية (القاهرة الجديدة) لنجيب محفوظ ويصور الفيلم حالة التفكك التي كان يعيشها المجتمع المصري في ثلاثينيات القرن الماضي ..

اللقطة بعدسة مدير التصوير "وحيد فريد".



************************

دعاء الكروان ... 1959



"هنادي بين دعاء الكروان والبوسطجي" ..
&nbsp

يصطحب "جابر" عائلة أخيه عبر تلك القري والكفور النائية في بر مصرعائدًا بها إلى بلدتها الأولى، بعد أن استنجدت به "الأم /أمينة رزق" لينقذهن من العار الذي لحق بابنتها "هنادي/ زهرة العلا" ولكنه في الطريق ينزع سكينه ويهوي بها على صدر "هنادي" ليَصدع بعدها صوت الكروان في خلفية المشهد ويظل صوته يطارد أختها "أمنة / فاتن حمامة" طوال أحداث الفيلم ليذكرها بموت أختها ..

كانت لتلك اللقطة السينمائية الخالدة التي التقطتها عدسة مدير التصوير "وحيد فريد" أثرها في ذهن المشاهد والسينمائي المصري؛ فنجد مثلاً في فيلم (البوسطجي)  لـ"حسين كمال" الذي عرض عام 1968 تلك اللقطة السينمائية تتكرر ولكن هذه المرة بعدسة مدير التصوير "أحمد خورشيد"، عندما يهوي "صلاح منصور" على صدر ابنته "جميلة / زيزي مصطفي" بسكينِه ولكن بدلاً من صوت الكروان يتردد صوت الفتاة مُناديةً على حبيبها "خليل" !! 


************************

شفيقة ومتولي ... 1979


"(أحمد زكي) في جسد (صلاح منصور) و(شكري سرحان) معًا" ..

في نهاية فيلم (البوسطجي) .. يحمل "صلاح منصور" ابنته وهو دامع العينين ويسير بها أمام أهل الكَفر ليعلن للجميع أنه قد أزال عنه عاره وطهرها من ذنبها .. ويقف البوسطجي "شكري سرحان" مهزومًا أمام الفتاة المقتوله بعد أن فشل في إنقاذها، ويلقي بخطابات أهل القرية التي لم يجد بين سطورها حياةً كالحياة التي وجدها في خطابات "جميلة" وحبيبها "خليل" من فوق التل، فتختلط بالهواء الذي يحملها بعيدًا كما حمل القَدَر "جميلة" إلى بلادٍ أُخرى ..

في عام 1979 يُقدم "علي بدرخان" المشهد مرة أخرى حيث يقف "متولي" مهزومًا أمام جثة أخته "شفيقة" التي قُتلت أمام عينه قبل أن يقتلها على يد من استعبدوه واستعبدوها يومًا، فيحملها والدموع في عينيه ويبدأ بالطواف بها كالتائه ..

اللقطة بعدسة مدير التصوير "عبد الحليم نصر". 


************************

شيء من الخوف .. 1969



"فؤادة تمنحهم الحياة مرة أخرى" ..

تندفع "فؤادة / شادية" وسط أهل القرية التي قتلها الجوع والجفاف بعد أن منع "عتريس" عن أهلها المياه، تتفحص وجوههم البائسة وتندفع إلى الهاويس .. 

في رائعة حسين كمال (شئ من الخوف) تلتقط عدسة مدير التصوير أحمد خورشيد "فؤادة" وهي تفتح الهاويس فتندفع المياه لتغرق الأرض وتعيد الحياة لأهل القرية مرة أخرى، ويقف "عتريس / محمود مرسي" مكتوف اليدين فلا يستطيع قتل حبيبته "فؤادة" على ما فعلته.  


************************