الأحد، 17 أبريل 2016

الأورا .. وحكايات عن الإضاءة في السينما المصرية





محاولة لقراءة الأورا أو تلك الهالة من الطاقة النفسية التي أحاطت نجوم السينما المصرية مع بداية ظهور الألوان في السينما ...

*******************
وا إسلاماه .. 1961


الأصفر ولحظات القلق والتوتر ...

مشهد اغتيال شجرة الدر في فيلم وا إسلاماه عام 1961، حيث تجلس شجرة الدر (تحية كاريوكا) تتزين أمام المرآة في وضع الإضاءة العادية للتفاجأ بدخول الزوجة الأولى لعز الدين أيبك التي جاءت للانتقام لزوجها الذي قتلته شجرة الدر ...

مع خروج الخنجر من حزام المرأة تحاول شجرة الدر الهرب عبر أبواب جناحها إلا أن المملوك التتري (فريد شوقي) يقوم بغلق الأبواب أمامها، لتبدأ الإضاءة ذات اللون الأصفر في السقوط على شجرة الدر مع بداية لحظات القلق والتوتر في المشهد ..

تحاول المرأة توجيه الطعنات لشجرة الدر وتتغير الإضاءة في تلك البقعة بالقرب من الحمام مع محاولة المرأة خنق شجرة الدر بوشاحها، لتسقط ثلاثة إضاءات مختلفة على وجه شجرة الدر بين الأحمر والأزرق والأصفر علامة على عدم انتظام الأورا الخاصة بها .. 

ومع سقوط المرأتين في مياه الحمام تتغير الإضاءة للمرة الثالثة على وجهيهما قبل أن تخبو تدريجيًا دليل موتهما لتعود إلى لونها الأصلي مع مسحة من لونٍ خافت وكأنها الطاقة التي تركتها الأحداث في المكان.


*******************

فارس بني حمدان .. 1966


الأزرق والولاء لسيف الدولة ...

مشهد محاولة اغتيال سيف الدولة في الفيلم المهضوم حقه فارس بني حمدان عام 1966، حيث يجلس سيف الدولة (عماد حمدي) وقد اشتد عليه المرض يقرأ القرآن، قبل أن يلمح سقوط ظل خنجر يخترق الإضاءة الزرقاء الساقطة على المصحف أمامه ..

يعبر اللون الأزرق عن الأمان واختراقه بظل الخنجر رمزًا للخيانة، بعده يأتي اللون الأصفر حيث القلق أو شبح الموت الذي يزحف ليسقط على وجه سيف الدولة وهو يواجه قاتله المدعو قرعاويه (محمود مرسي) ..

يدخل أبو فراس (فريد شوقي) لإنقاذ سيف الدولة ويبدأ في مبارزة قرعاويه وقد غلب على المشهد إضاءة ذات لون أحمر .. 

يقبض الحراس على قرعاويه ليخرج سيف الدولة من الهالة الصفراء التي أحاطت به ليجلس وقد سقط على وجهه إضاءة خضراء وهي الشعور بالطمأنينة بعد أن سقط الخائن وانكشفت المؤامرة، وتظهر إضاءة ضعيفة باللون الأصفر في ركن الكدر الذي يضيق حتى يختفي اللون الأصفر تمامًا، ويختفي معه الشعور بالقلق والموت ولا يبقى سوى سيف الدولة واللون الأخضر. 




*******************

شئ من العذاب .. 1969



(البينك) أدفأ الألوان ...

في فيلم شئ من العذاب عام 1969 كان اللون الوردي هو السيد المسيطر على لونية المشاهد طوال أحداث الفيلم ..

فكان اللون الوردي يستخدم في الإضاءة للتعبير عن طاقة الحب والدفئ التي يتركها أحمد (يحيى شاهين) في نفس سلوى (سعاد حسني)، وامتد استخدامه ليكون لون ثيابها فترة بقائها في منزله، كذلك كان اللون المسيطر على الصور الفوتوغرافية من مشهد المحاكمة بنهاية الفيلم. 


*******************
  بئر الحرمان .. 1969



الأحمر المنبعث من النفس مش من الفستان ... 

بالطبع كان اللون الأحمر هو المسيطر على فيلم بئر الحرمان عام 1969، فكان هو الهالة التي تحيط بناهد (سعاد حسني) حين تسيطر عليها شخصية "ميرفت"، الشخصية الأخرى التي تحيا بها إذ تعاني ناهد من ازدواج في الشخصية، كذلك كان هو اللون الذي تشكل منه الكابوس الذي كان يطاردها في نومها .. 

في ذلك المشهد تظهر الأم (مريم فخر الدين) التي تُدعى ميرفت وقد اكتشفت أن ابنتها تعاني من ازدواج في الشخصية وتبدأ المواجهة بينهما ..

تظهر (سعاد حسني) في يمين الكادر وقد سيطرت عليها شخصية "مرفت"، ويسقط عليها إضاءة باللون الأحمر وهي تتباهى بجمالها، قبل أن تنتقل إلى يسار الكادر لتختفي الإضاءة باللون الأحمر بمرورها من أمام والدتها، وتعود (سعاد حسني) إلى لونها الطبيعي حيث الإضاءة العادية للغرفة، وكأن الفاصل بين شخصية "ناهد" وشخصية "ميرفت" هي الأم، التي كانت سببًا في محاولة هرب الابنه من واقعها إلى واقع آخر تنقذ فيه أمها من الحرمان الذي تعانيه !!


*******************

الحب الضائع .. 1970




البرتقالي وتَغيُر الحالة النفسية ...
&nbsp

في فيلم الحب الضائع عام 1970 تبدأ الإضاءة باللون البرتقالي بالظهور لتسيطر على النصف الثاني من أحداث الفيلم حيث بداية الحب بين ليلى (سعاد حسني) ومدحت (رشدي أباظة)، وما تلا تلك العلاقة من تَغيُر في الحالة النفسية، وانتقالها من الهدوء للتوتر، خوفًأ من حدوث أي حركة قد تهدد بمعرفة الزوجة (زبيدة ثروت) بأمر تلك العلاقة بين زوجها وصديقتها المقربة..

فتستخدم تلك الإضاءة بلونها البرتقالي في مشهد للتعبير عن التوتر والخوف، حين يرن جرس الهاتف أو حين تتوهم ليلى برؤية أحد خلف زجاج النافذة أو حتى مجرد التفكير كيف سيكون الحال لو علمت الزوجة بأمر العلاقة ..

في ذلك المشهد يجلس مدحت إلى جوار ليلي أمام المدفأة التي تعكس نيرانها الضوء البرتقالي على كل منهما وقد سقطت بقعة ضوء صغيرة باللون الأخضر على ركن المدفأة بعيدًا عنهما، وكأن الطمأنينة طاقة بعيدة عن تلك العلاقة.


*******************



الجمعة، 8 أبريل 2016

حكايات أودري في ثلاثة أفلام مصرية






ثلاثة أفلام مصرية شهيرة قدمتها السينما المصرية في الستينات مقتبسة عن ثلاثة أفلام لا تقل شهرة في ذهن المشاهد الغربي أو ذاكرة السينما العالمية لأيقونة السينما "أودري هيبورن" ..



يوم من عمري .. Roman Holiday 





في عام 1953 تلعب "أودري" دور الأميرة "آن" التي تهرب من قصرها ليلاً بحثًا عن الحرية في مدينة روما بعيدًا عن قيود الحياة الملكية، لتصطدم بالصحفي الشاب "جو برادلي" ويلعب دوره "جريجوري بيك" الذي يكتشف مع الصباح أنه يأوي في غرفته الأميرة التي كُلف بمهمة تغطية المؤتمر الصحفي الخاص بها لجريدته !! .. يتصل "برادلي" بصديقه المصور "إرفينج رادوفيتش" ويتفق معه علي قضاء الوقت مع الأميرة وإلتقات مجموعة من الصور لها أثناء تجولها في المدينة علي أن يبيعا الصور للجريدة مقابل مبلغًا ماليًا كبيرًا ينقظهما من ظروفهما المالية السيئة ولكن مع المساء يقع "آن" وبرادلي" في الحب ويتعرضا للمطاردة من الشرطة التي تبحث عن الأميرة الهاربة ، يُوَدع برادلي "آن" التي تقف مع صباح اليوم التالي كأميرة في المؤتمر الصحفي ليسلمها مظروفًا يحوي صورعطلتهما في مدينة روما !! .. حصلت "أودري"  جائزة الأوسكار أفضل ممثلة عن دورها في الفيلم، والبافتا أفضل ممثلة بريطانية وأيضًا جائزة جولدن جلوب.


 

في عام 1961 يقدم السيناريست "يوسف جوهر" المعالجة المصرية لفيلم "عطلة رومانية" في فيلم "يوم من عمري" لـعبد الحليم حافظ الذي آتاحت له فكرة الفيلم المساحة للغناء أثناء الأحداث فقدم أربعة أغنيات أشهرها "ضحك ولعب وجد وحب" ..

وحَلّت "زبيدة ثروت" بدلاً من "أودري" ولكن ليس في دور الأميرة هذه المرة بل ابنه المليونير المصري التي تهرب من المطار لحظة وصولها مصر خوفًا من زيجة مدبرة من زوجة أبيها، و"عبد السلام النابلسي" في دور المصور الذي يخلق الكثير من المواقف الكوميدية طوال الأحداث وخاصة مع رئيس التحرير "محمود المليجي" الذي تفوق بأدائة علي صلعة "هارتلي باور" في النسخة الإنجليزية !!



تريلر الفيلم 




*********************



غرام الأسياد .. Sabrina 




في عام 1954 تلعب "أودري" دور "سابرينا" ابنه السائق الخاص لعائلة "لارابي" التي تقع في حب أحد أبناء العائلة "ديفيد / وليام هولدن" دون أن يشعر بها، يرسلها والدها إلي باريس لتعلم فن الطهي لتعود بعدها فتاة جميلة يحاول "ديفيد" التودد لها ودعوتها لحفلة راقصة في منزل العائلة ومناداتها فتاته أمام الجميع !! .. 

يتفق والد "ديفيد" مع الابن الأكبر "لاينس/ هامفري بوجرت" علي أن يبعد "سابرينا" عن طريق "ديفيد" لكي يتزوج من ابنه أحد الأثرياء، فيحاول "لاينس" التودد لـ"سابرينا" التي تبدأ في الإنجذاب له ويبدأ هو في الوقوع في حبها حقًا لينسحب "ديفيد" علي طريقة "أحمد رمزي" في الأفلام العربي من طريق "لاينس" و"سابرينا" !! 



كان عام 1961 عامًا حافلاً لـ"أودري" علي شاشة السينما المصرية حيث شهد هذا العام فيلمًا آخر مقتبس عن أحد أفلامها وهو فيلم "غرام الأسياد"  لرمسيس النجيب الذي لم يكتفي بدور المنتج  فقط لفيلم آخر من أفلام زوجته "لبني عبد العزيز" بل كان أيضًا المخرج هذه المرة !!

في أحد الليالي يحاول "عصام/ عمر الشريف" الابن الأصغر لأحد العائلات الثرية الإعتداء علي "نور/ لبني عبد العزيز" ابنة سائس الخيل لتهرب الفتاة وتحتمي بـصديقة العائلة "لولو/ شويكار" مصممة الأزياء التي تحول "نور" من فتاة الإسطبل إلي عارضة أزياء يحاول "عصام" التودد لها رغمًا عنها ويحاول "أحمد/أحمد مظهر" بأن يجعلها تقع في حبه حتي يبعدها عن "عصام" _اللي مش بتحبه أصلاً_ ليقع هو في حبها وتحاول "لولو" هدم كل شئ فوق رؤوس الجميع لأنها تحب "أحمد" وفضل عليها هو ابنة السائس !!

قدم "غرام الأسياد" معالجة سينمائية جديدة لـ"سابرينا" إلا إنه لم يحافظ علي الخط الكوميدي أو الـlight التي تتصفت به أفلام "أودري" فجاء دراما رومانسية خالصة ما بين لحظات الحب والبكاء والضحكات الخجلة بين "نور" و "أحمد" !!  

تريلر الفيلم 


*********************



الحب الكبير .. Love In The Afternoon





في عام 1957 تقف "أودري" أمام "جاري كوبر" في فيلم "حب في الظهيرة" لتلعب دور "آريان" الفتاة الباريسية التي يعمل والدها مصور فضائح بالأجرة ومعظم زبائنه أزواج يريدون التجسس علي تحركات زوجاتهم، يأتي إلي مكتبه ذات ليلة رجل يريد كشف خيانة زوجته مع المليونير الشهير "فرانك فلانيجان" ..

تحاول "آريان" تحذير "فلانيجان" والمرأة بغرفته خشية إرتكاب الزوج لجريمة، وتأخذ مكان المرأة لحظة إقتحام الزوج لغرفة "فلانيجان" الذي تقع في حبه وتبدأ في محاولة جذب إنتباهه عن طريق إختلاق الأكاذيب عن علاقاتها المتعددة وتتكرر اللقاءات بينهما في فترة الظهيرة لتعود سريعًا إلي منزلها قبل عودة والدها من العمل !!  





في عام 1968 ينتقل فاريق عمل فيلم "الحب الكبير" إلي بيروت (باريس الشرق) والتي فتحت أبواب استديوهاتها أمام السينما المصرية بعد عام 1967، لتؤدي سيدة الشاشة العربية "فاتن حمامة" _ والتي صرحت أكثر من مرة أن "أودري" هي المفضلة لديها بين ممثلات هوليوود_  دور "حنان" الفتاة الفقيرة التي يستعين أحد زبائن الكازينو وهو الزوج المخدوع "عبد السلام النابلسي" بوالدها المصور"يوسف وهبي" والذي يلعب دوره في النسخة الإنجليزية من الفيلم "موريس شوفلير"، ليضبط زوجته في أحضان عشيقها المطرب الشهير ويلعب دوره "فريد الأطرش" الذي يمنحه الدور مساحة كافية للغناء بالطبع !! ..

يقدم المخرج "هنري بركات" السيناريو والحوار لفيلمه كما قدم المخرج "بيلي وايلدر" النص السينمائي للفيلم في النسخة الإنجليزية !!


تريلر الفيلم 




*********************