الأحد، 13 نوفمبر 2016

"الساحر .. ليه ؟!!" - وداعًا محمود عبد العزيز



أذهب مع صديقة لي في أحد الأيام إلى أحد المراكز التجارية (المول) لأنها أرادت شراء ثياب جديدة للجامعة، ندخل إلى أحد المحلات وقد انتقت صديقتي مجموعة من الثياب التي راقت لها لتغيب داخل غرفة تغيير الثياب ..

أضيع الوقت في النظر إلى المعروضات قبل أن أجلس على أحد الكراسي وقد تعلقت عيناي بشاشة التلفزيون الذي كان يعرض فيلم "ليلة البيبي دول" ..

هو ليس من أفلامي المفضلة ولم يرق لي كثيرًا حين تم عرضه، كل ما أحببته في الفيلم حينها هو حكاية حسام (محمود عبد العزيز) الذي يحلم بقضاء أمسية رومانسية مع زوجته سميحة (سولاف فواخرجي) ليلة رأس السنة، ولكن تتبدل حقيبته التي أحضر بها البيبي دول لزوجته مع حقيبة إرهابي أتى إلى مصر لتنفيذ عملية اغتيال لأحد الشخصيات السياسية الأمريكية، لتتصاعد الأحداث بين السياسة وحلم ممارسة الحب والبحث عن البيبي دول والكثير من المواقف الكوميدية بين حسام وسميحة اللذين قررا التشاغل بمشروعهما عن الزخم السياسي طوال الفيلم، ولكن الأحداث دائمًا ما كانت تورطهما في السياسة رغمًا عنهما !! ..

يبدأ المشهد _على شاشة التليفزيون داخل المحل_ بين حسام (محمود عبد العزيز) وشكري (جمال سليمان) وقد عَلِقا بزحام العاصمة داخل التاكسي، وأخذ شكري يُحدث حسام عن الحال السياسية للبلد وكيف حصل على تلك الندبة في وجهه أثناء إحدى المظاهرات، وفي الطريق يطلب منه حسام أن يتوقفا عند أحد المطاعم ..

تظل فكرة أن يقضي حسام أمسية ساخنة مع زوجته تطارده داخل المطعم وهو يقرأ قائمة الطعام فيتوقف عند "شوربة الزووو" !! 

يتوقف الزمن داخل المحل مع تردد صوت محمود عبد العزيز بداخل المطعم، يتوقف الجميع عما كان يشغلهم وتتعلق عيونهم بشاشة التليفزيون، ورغم أن كل ما كان يفعله محمود عبد العزيز هو أنه أخذ يقرأ محتويات "الشوربة" العجيبة على صديقه شكري بمنتهي الحماس إلا أن الجميع قد غابوا في الضحك، قبل أن يحدث قطع على أحد المشاهد الأخرى داخل أحداث الفيلم، لتعود الحياة عندها مرة أخرى كما كانت داخل المحل، الزبائن يُقلبون في البضائع وأنا أنتظر صديقتي أن تخرج من غرفة تغيير الثياب ..

تخرج صديقتي من غرفة تغيير الثياب أخيرًا فأخبرها أن ما ارتدته سئ على كل حال وأنه جعلها أشبه بإحدى فتيات الآنمي، لتغيب مرة أخرى داخل غرفة الثياب بحثًا عن حظ موفق مع قطعة أخرى، وأعود أنا من جديد لمتابعة الفيلم أملاً في مُشاهدة المزيد من مشاهد الساحر محمود عبد العزيز، الذي رحل بالأمس وقد ترك خلفه السعادة والحب والسيرة الطيبة في قلوب الجميع.


********************



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق