الاثنين، 9 نوفمبر 2015

نظرة علي فيلم " عيون الحرامية "



فيلم دراما فلسطيني من إنتاج 2014 للمخرجة الفلسطينية "نجوي النجار" من بطولة الفنان المصري "خالد أبو النجا" والمطربة الجزائرية "سعاد ماسي" ..

عُرض لأول مرة بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الـ 36.  



قصة الفيلم


 الفيلم مستوحي من أحداث حقيقية .. 

تدور أحداث الفيلم في فترتين زمنيتين من عمر بطل الفيلم "طارق / خالد أبو النجا" الذي يحاول الوصول لأهله يوم الحصار الإسرائيلي لمدينة (سبسطية) سنة 2002 .. 

يفقد هويته ويصاب بطلق ناري أمام سور بيته، ويظل مطارد إلي أن يتم القبض عليه ويلقي بالسجن لمدة 10 سنوات، يخرج بعدها ليكتشف وفاة زوجته ويبدأ في البحث عن ابنته، فيصطدم بواقع فلسطيني جديد عليه ..



عيون علي القضية الفلسطينية

يُسلط الفيلم الضوء علي القضية الفلسطينية والتَغيُر الكبير الذي طرأ عليها عن طريق شخصية "طارق" الذي يتم إلقاء القبض عليه أثناء الإنتفاضة الفلسطينية الثانية، عندما كانت فكرة مقاومة الإحتلال علي أشُدها ليخرج من السجن ليجد جدار الفصل العنصري ممتدًا علي طول الطريق ولا تُرينا الكاميرا نهايته !! ..

ينتقل "طارق" إلي (نابلس) ويختلط بحياة الناس هناك ويجد أن المشكلة لم تعد الأرض فقط بل صارت "الأرض والميّ وأن فكرة مقاومة الإحتلال ضاعت وسط ضغوط الحياة والبحث عن لقمة العيش .. مستعرضًا ذلك من خلال بعض المشاهد والجمل الحوارية: 

" لك خلصت لحجارة .. صرتوا بتزتوا زبالة هلأ " .. 

"المفاوضات الله يخليلنا إياها" !! ..

وأيضًا تلك القصة التي حكاها "عادل" داخل المقهي ورد فعل "طارق" ومُرتادي المقهي عليها ..



سينما المشاعر الإنسانية سينما تلعب بعقل المشاهد


الفيلم لا يحكي قصة سينمائية بقدر ما يحكي تاريخ أشخاص !!


استخدام نظرات الشخصيات علي طول الفيلم سواء لبعض أو للكاميرا لإظهار مشاعرهم أو داخل نفوسهم أو القلق النفسي الذي يعيشوه، حتي لتشعر لوهلة وكأنك تشاهد فيلمًا لـ"محمد خان" !!

نظرات الأبطال لبعضهم البعض طوال الفيلم تجعلك تُفكر ..

تلقي لك "نجوي النجار" ببعض الخيوط أو بعض الحكايات والتفاصيل الصغيرة، وأنت تحاول أن تجتهد لتعرف الحقيقة، حتي تقدمها لك "نجوي" في النهاية ..

لا يوجد دلائل .. فقط كل ما شعرت به أنت هو الحقيقة !! .. 

تلعب التفاصيل والحكايات بعقلك، بل وربما يدفعك التساؤل إلي أن تميل علي من يجلس في المقعد بجوارك لتسأله: " هل ما شعرت به حقيقي" ؟!  

الجميع يخفون شيئا ما .. 

"طارق" لا يخبر أهل الحي أنه يبحث عن ابنته ..

"ليلة" لا تخبر "طارق" أنها كانت علي علاقة بـ"رشيدة" صاحبة دار الأيتام وأنها تربي فتاة تعتقد أنها ابنته !!

"عادل" وهو رجل مهم _لا نعرف ما هو بالظبط_ يعمل في كل شئ يوكل لطارق مهمة تصليح شبكات المياه ..

"عادل" يَشك بـ"طارق" ويبدأ بجمع معلومات عنه، و"طارق" يَشك بـ"عادل" ويبدأ بجمع معلومات عنه هو أيضا !!


مشاهد سينمائية




- مشهد اللقاء الأول بين "طارق" و"ليلة" ونظرات كل منهما للآخر هي لعبة سينمائية كلاسيكية خالدة .. "هيكون في بينهم حاجة" !! .

- مشهد الورد في حياة "طارق" القديمة التي فقد فيها أهله، ومشهد الورد في حياته الجديدة وقد منحها لـ"ليلي" في نهاية الفيلم وكأنه وجد فيها أهله ووجد بداية جديدة!! 

- انعكاس فيلم (باب الحديد) علي جدار المقهي في مشهد سؤال "طارق" عن "ملك" لمعرفة مكانها من المشاهد الرائعة أيضا.

- "سعاد ماسي" الوجه الحسن والصوت الجميل والحضور الدافئ فتتمني لو تراها كثيرًا علي شاشة السينما، لم تقدم "سعاد" سوي أغنية جزائرية كانت تدندن بها طوال الفيلم وأغنية (سأعيش) في النهاية مع نزول التترات.

- مشهد سينمائي جديد قدمته نجوي النجار وهو مشهد "طارق" وهو يتعرض للضرب علي أيدي رجال "عادل" أثناء بحثه عن "ملك" حيث نري المشهد علي ضوء الكشاف الذي يُمسكه "طارق" طوال المشهد، فبين ضربةٍ وأخري يُضئ الكشاف لتري شيئًا جديدًا في المشهد .. وجوه الضاربين .. أرجلهم .. أو طارق وهو مُلقي أرضًا !!

- مشهد "طارق" وهو يفتح المياة في نهاية الفيلم لتندفع في الهواء علي أنغام أغنية (سأعيش) لـ"سعاد ماسي"، كما فعلت "فؤادة" في (شئ من الخوف حسين كمال) وهي تفتح المياة لتمنح الحياة لأهل قريتها. 

صورة سينمائية بجودة عاليه قدمها مدير التصوير "توبياس داتوم"، مواقع تصوير تم إختيارها بعناية شديدة، مونتاج هادئ وغير مربك علي طول "الفلاش باك" في الفيلم، وموسيقي تصويرية رائعة لـ"تامر كروان" كالعادة .. 

كل هذا قدمته "نجوي النجار" في فيلم "عيون الحرامية" فهي المخرج والمؤلف أيضًا. 



     **************************


تخرج من صالة العرض ولا شئ يدور بعقلك سوي جملة "محمود حميدة " الخالدة :

 "السينما دي حاجة صعبة جدًا" !!


     **************************



تريلر الفيلم



أغنية الفيلم





     **************************




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق