محاولة لقراءة الأورا أو تلك الهالة من الطاقة النفسية التي أحاطت نجوم السينما المصرية مع بداية ظهور الألوان في السينما ...
*******************
وا إسلاماه .. 1961
الأصفر ولحظات القلق والتوتر ...
مشهد اغتيال شجرة الدر في فيلم وا إسلاماه عام 1961، حيث تجلس شجرة الدر (تحية كاريوكا) تتزين أمام المرآة في وضع الإضاءة العادية للتفاجأ بدخول الزوجة الأولى لعز الدين أيبك التي جاءت للانتقام لزوجها الذي قتلته شجرة الدر ...
مع خروج الخنجر من حزام المرأة تحاول شجرة الدر الهرب عبر أبواب جناحها إلا أن المملوك التتري (فريد شوقي) يقوم بغلق الأبواب أمامها، لتبدأ الإضاءة ذات اللون الأصفر في السقوط على شجرة الدر مع بداية لحظات القلق والتوتر في المشهد ..
تحاول المرأة توجيه الطعنات لشجرة الدر وتتغير الإضاءة في تلك البقعة بالقرب من الحمام مع محاولة المرأة خنق شجرة الدر بوشاحها، لتسقط ثلاثة إضاءات مختلفة على وجه شجرة الدر بين الأحمر والأزرق والأصفر علامة على عدم انتظام الأورا الخاصة بها ..
ومع سقوط المرأتين في مياه الحمام تتغير الإضاءة للمرة الثالثة على وجهيهما قبل أن تخبو تدريجيًا دليل موتهما لتعود إلى لونها الأصلي مع مسحة من لونٍ خافت وكأنها الطاقة التي تركتها الأحداث في المكان.
*******************
مشهد محاولة اغتيال سيف الدولة في الفيلم المهضوم حقه فارس بني حمدان عام 1966، حيث يجلس سيف الدولة (عماد حمدي) وقد اشتد عليه المرض يقرأ القرآن، قبل أن يلمح سقوط ظل خنجر يخترق الإضاءة الزرقاء الساقطة على المصحف أمامه ..
يعبر اللون الأزرق عن الأمان واختراقه بظل الخنجر رمزًا للخيانة، بعده يأتي اللون الأصفر حيث القلق أو شبح الموت الذي يزحف ليسقط على وجه سيف الدولة وهو يواجه قاتله المدعو قرعاويه (محمود مرسي) ..
يدخل أبو فراس (فريد شوقي) لإنقاذ سيف الدولة ويبدأ في مبارزة قرعاويه وقد غلب على المشهد إضاءة ذات لون أحمر ..
يقبض الحراس على قرعاويه ليخرج سيف الدولة من الهالة الصفراء التي أحاطت به ليجلس وقد سقط على وجهه إضاءة خضراء وهي الشعور بالطمأنينة بعد أن سقط الخائن وانكشفت المؤامرة، وتظهر إضاءة ضعيفة باللون الأصفر في ركن الكدر الذي يضيق حتى يختفي اللون الأصفر تمامًا، ويختفي معه الشعور بالقلق والموت ولا يبقى سوى سيف الدولة واللون الأخضر.
*******************
(البينك) أدفأ الألوان ...
في فيلم شئ من العذاب عام 1969 كان اللون الوردي هو السيد المسيطر على لونية المشاهد طوال أحداث الفيلم ..
فكان اللون الوردي يستخدم في الإضاءة للتعبير عن طاقة الحب والدفئ التي يتركها أحمد (يحيى شاهين) في نفس سلوى (سعاد حسني)، وامتد استخدامه ليكون لون ثيابها فترة بقائها في منزله، كذلك كان اللون المسيطر على الصور الفوتوغرافية من مشهد المحاكمة بنهاية الفيلم.
*******************
 
بئر الحرمان .. 1969الأحمر المنبعث من النفس مش من الفستان ...
بالطبع كان اللون الأحمر هو المسيطر على فيلم بئر الحرمان عام 1969، فكان هو الهالة التي تحيط بناهد (سعاد حسني) حين تسيطر عليها شخصية "ميرفت"، الشخصية الأخرى التي تحيا بها إذ تعاني ناهد من ازدواج في الشخصية، كذلك كان هو اللون الذي تشكل منه الكابوس الذي كان يطاردها في نومها ..
في ذلك المشهد تظهر الأم (مريم فخر الدين) التي تُدعى ميرفت وقد اكتشفت أن ابنتها تعاني من ازدواج في الشخصية وتبدأ المواجهة بينهما ..
تظهر (سعاد حسني) في يمين الكادر وقد سيطرت عليها شخصية "مرفت"، ويسقط عليها إضاءة باللون الأحمر وهي تتباهى بجمالها، قبل أن تنتقل إلى يسار الكادر لتختفي الإضاءة باللون الأحمر بمرورها من أمام والدتها، وتعود (سعاد حسني) إلى لونها الطبيعي حيث الإضاءة العادية للغرفة، وكأن الفاصل بين شخصية "ناهد" وشخصية "ميرفت" هي الأم، التي كانت سببًا في محاولة هرب الابنه من واقعها إلى واقع آخر تنقذ فيه أمها من الحرمان الذي تعانيه !!
*******************
الحب الضائع .. 1970
البرتقالي وتَغيُر الحالة النفسية ...
 
في فيلم الحب الضائع عام 1970 تبدأ الإضاءة باللون البرتقالي بالظهور لتسيطر على النصف الثاني من أحداث الفيلم حيث بداية الحب بين ليلى (سعاد حسني) ومدحت (رشدي أباظة)، وما تلا تلك العلاقة من تَغيُر في الحالة النفسية، وانتقالها من الهدوء للتوتر، خوفًأ من حدوث أي حركة قد تهدد بمعرفة الزوجة (زبيدة ثروت) بأمر تلك العلاقة بين زوجها وصديقتها المقربة..
فتستخدم تلك الإضاءة بلونها البرتقالي في مشهد للتعبير عن التوتر والخوف، حين يرن جرس الهاتف أو حين تتوهم ليلى برؤية أحد خلف زجاج النافذة أو حتى مجرد التفكير كيف سيكون الحال لو علمت الزوجة بأمر العلاقة ..
في ذلك المشهد يجلس مدحت إلى جوار ليلي أمام المدفأة التي تعكس نيرانها الضوء البرتقالي على كل منهما وقد سقطت بقعة ضوء صغيرة باللون الأخضر على ركن المدفأة بعيدًا عنهما، وكأن الطمأنينة طاقة بعيدة عن تلك العلاقة.
*******************